تعطي الطبيعة الأضراس للإنسان مرة واحدة في حياته. بيد أنها نادرا ما تخدمه مدى حياته. لأنها تتعرض للأمراض والإصابات المختلفة. وليس بالإمكان إنماء أضراس جديدة.
تشير مجلة Science Advances، إلى أن الانجازات العلمية لم تعد تدهشناـ فسوف يأتي اليوم الذي ننسى زراعة الأسنان، وهذا ما كشفته نتائج دراسة يابانية جديدة، أجراها علماء جامعتي كيوتو وفوكوي
واتضح للباحثين، أن الأجسام المضادة للجين USAG-1، تحفز نمو الأسنان لدى الفئران التي تعاني من تشوهات النمو (غياب بعض الأسنان منذ الولادة). وهذه الحالة تلاحظ أيضا لدى 1% من سكان الأرض، حيث لديهم 28 سنا بدلا من 32، وهناك من له أكثر من 32 سنا بين البشر.
وتساهم عناصر عديدة في نمو الأسنان. وتمكّن العلماء من تحديد عنصرين رئيسيين: بروتين العظام المورفولوجيني BMP ومسار الإشارات Wnt، الذي بنيته بروتينية أيضا، وهما يساهمان في تشكيل العديد من الأنسجة والأعضاء في مراحل مختلفة من تطور الجنين. لذلك فإن العقاقير المؤثرة في نشاطهما ليست شائعة، بسبب الآثار الجانبية المختلفة الناتجة عن استخدامها.
وكان الباحثون يعلمون، أن كبح نشاط الجين USAG-1 يحفز نمو الأسنان. وأن هذا الجين يتفاعل مع بروتين BMP وبروتين Wnt. لذلك قرروا التأثير بالذات على هذا الجين، للحد من الآثار السلبية المحتملة للعلاج.
واستخدم الباحثون في هذه الدراسة، أجساما مضادة وحيدة النسلية، التي تستخدم في علاج السرطان، والتهاب المفاصل وفي ابتكار اللقاحات، لاستهداف هذا الجين. وقد سمحت بعض التجارب للباحثين بتحديد نوع واحد من هذه الأجسام المضادة، تمكن من كبح تفاعل الجين USAG-1 مع البروتين BMP. واتضح لهم، أن حقنة واحدة من الدواء كافية لنمو السن الناقصة. وأظهرت نتائج التجارب اللاحقة أن هذه الطريقة في العلاج لها نفس التاثير في أسنان ابن مقرض (نوع من القوارض)، الذي مثل البشر تنمو عنده أسنان لبنية أولا، ومن ثم تحل محلها الأسنان الدائمة. لذلك يعتقد الباحثون أن التجارب الأخيرة مهمة جدا وناجحة.
ويخطط الباحثون إلى إجراء تجارب جديدة على حيوانات أكبر مثل الخنازير والكلاب، فإذا كانت نتائجها إيجابية، فسوف يأتي اليوم الذي يصبح من السهل إنماء سن جديدة بدلا من علاج السن المصابة.
المصدر: فيستي. رو