تسمى العوامل الغذائية التي يمكن أن تزيد من امتصاص العناصر الغذائية الأخرى “المحسنات” بينما تلك التي يمكن أن تقلل من امتصاص العناصر الغذائية الأخرى تسمى “مثبطات”
لا تكتمل وجبة الإفطار في الصباح الباكر إلا إذا كان يصاحبها فنجان الشاي أو كوب القهوة.. فهي عادة لدينا جميعا.. والبعض لا يكتفي بوجبة الإفطار فقط، بل قد يتناول الشاي أو القهوة من وجبتي الغداء أو العشاء.. لكن حان الوقت لتغيير هذه العادة بعد قراءة هذه السطور.
فهل فكرت إذا كان المشروب الذي تختاره قد يؤثر على طريقة امتصاص جسمك للعناصر الغذائية الهامة في طعامك؟
وتسمى العوامل الغذائية التي يمكن أن تزيد من امتصاص العناصر الغذائية الأخرى “المحسنات” بينما تلك التي يمكن أن تقلل من امتصاص العناصر الغذائية الأخرى تسمى “مثبطات” أو مضادات المغذيات.
ويعد الحديد أحد أكثر أنواع نقص المغذيات شيوعاً في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
لذا، إذا كنت تبحث عن زيادة مستويات الحديد لديك، فإن الأمر يستحق التفكير ليس فقط فيما تأكله، ولكن فيما تشربه أيضا.
وبحسب تقرير نشره موقع “ذا كونفيرسيشن” The Conversation الأسترالي، يمكن أن يحدث نقص الحديد عندما لا نحصل على ما يكفي من المعدن، أو عندما لا تمتص أجسامنا الحديد بالقدر الذي يحتاجه الجسم. وهو أكثر شيوعا عند النساء ويمكن أن يسبب الضعف والإرهاق من بين أعراض أخرى.
أنواع الحديد في الجسم
وهناك نوعان من أشكال الحديد في وجباتنا الغذائية: الحديد الهيمي والحديد غير الهيمي.
والهيم هو بروتين يحتوي على الحديد ويشكل جزءا من الهيموغلوبين، وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
ويوجد حديد الهيم في مصادر الغذاء الحيوانية، مثل اللحوم، ويتم امتصاصه بسهولة أكبر في الجسم.
ويوجد الحديد غير الهيمي في الأطعمة النباتية، مثل الحبوب والفاصوليا والمكسرات، وهو أقل سهولة في الامتصاص.
وسيؤدي اختيار مشروب يحتوي على فيتامين “C”، مثل عصير البرتقال أو الطماطم أو الجريب فروت، في وقت قريب من وجبتك إلى زيادة كمية الحديد غير الهيمي الذي يمكن امتصاصه.
وفي إحدى الدراسات، زاد 100 ملغ من فيتامين “C” من امتصاص الحديد بمقدار 4 أضعاف. وهذا يعادل تقريبا ما تحصل عليه من كوب واحد من عصير البرتقال.
ويعد وضع ذلك في الاعتبار أمرا مهما بشكل خاص للأشخاص الذين لا يأكلون اللحوم، حيث إن كل الحديد الموجود في نظامهم الغذائي سيكون من الحديد غير الهيمي.
وعودة إلى الشاي، الذي يعد مشروبا شهيرا مع وجبات الطعام خاصة مع الإفطار، فهو يحتوي على مركب نشط بيولوجيا يسمى التانين، وهو مثبط لامتصاص الحديد غير الدموي.
ويصنف التانين كمركب عضوي يسمى بوليفينول. ويوجد أيضا في العديد من الأطعمة بما في ذلك الكاكاو واللوز والعنب والتوت والرمان والتوابل (مثل الفانيليا والقرفة)، والتي قد تجد طريقها إلى المشروبات مثل العصائر.
ويأتي السؤال الأهم.. ماذا عن القهوة؟
الأخبار ليست أفضل لمن يشربون القهوة، حيث تحتوي القهوة أيضا على مادة التانين. كما يعد حمض الكلوروجينيك الموجود في القهوة مثبطا مهما لامتصاص الحديد.
ويصنف الشاي والقهوة من أقوى مثبطات الحديد. ويمكن لفنجان الشاي أن يقلل من امتصاص الحديد بنحو 75% إلى 80%، وكوب من القهوة بحوالي 60%. وكلما كان تركيزهم أقوى، كان التأثير أكبر.
لذلك من الأفضل تجنب الشاي والقهوة أثناء الأكل ولمدة ساعتين قبل وبعد الوجبة، خاصة وجبة الإفطار. وهذا هو تقريبا طول الوقت الذي يبقى فيه الطعام والشراب في معدتك قبل أن يتم امتصاصه بالكامل.
لذلك إذا كنت تعاني من نقص الحديد، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في اختيار كوب صغير من عصير البرتقال في وجبة الإفطار، وترك الشاي أو القهوة لوقت قصير.